روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | هل تقع في فخ تدليل طفلك؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > هل تقع في فخ تدليل طفلك؟


  هل تقع في فخ تدليل طفلك؟
     عدد مرات المشاهدة: 3962        عدد مرات الإرسال: 0

كلٌ منا يحب أن يرى طفله راضيًا هانئًا مبتهِجًا، رغباته ملباة حتى لا يشعر بالنقص والحزن، وهذا إحساس فطري يتملك الوالدين ويدفعهما دوما إلى التباري في إسعاد طفلهما بشتى الوسائل، لاسيما لو كان هذا الطفل هو أصغر أخوته، أو كان الطفل الوحيد بعد عدة سنوات منْ انتظار الإنجاب بلهفة ورجاء..

ورغم أن تدليل الطفل يُسعِدُه ويحقق له مطالبه في الصغر، إلا أنه يتعسه ويشقيه ويكدرُ حياته في الكبر، ويفسد مستقبله وعلاقته بالآخرين، حيث يجعل التدليل الزائد الطفل إنطوائيًا بسبب تشبعه من عاطفة أسرته الفياضة نحوه، والتي تجعله لا يميل إلى أي أحد سواها، كما يجعله أنانيًا ومحبًا لذاته، لا يكترث بشعور ومطالب الآخرين، ولا يصبر على رغباته، وليست لديه إرادة ولا قدرة على مواجهة الصعاب وتحمل الضغوط والأعباء التي يمر بها خلال حياته لكونه ضعيف الشخصيةِ وغير قادرٍ على الإعتماد على نفسه وإتخاذ القرارات بمفرده..

التدليل الزائد للطفل يجعل سلوكَه يتميز بالفوضوية والعشوائية، فلا يلتزم بقواعد أو ضوابط، ولا يستجيب لنصائح وتعليمات، مما يزعج كل مَنْ يتعامل معه ويدفعهم إلى البعد عنه لأنهُ لا يحترم حقوق الآخرين ويحتج على كل شيء بسبب أو بدونِ سبب، ويفرض رأيَه بإستمرار، ظنًا منهُ أنه على صواٍب دائمًا.

وحتى تتفادى كل أسرة المبالغة في تدليل أطفالها، أُوصي بإتباع الإرشادات التالية:

ـ ينبغي معاملة الطفل معاملة عادية معتدلة، بعيدًا عن الخوف أو القلق الزائد عليه، أو الإفراط في حبه وإرضائه بتلبية كلِ رغباته مهما كانت صعوبتها وفي أي وقت تفاديًا لصراخه وبكائه أو عنفه المحتمل، حتى لا يصير شخصًا شديد الرفاهية لا يقدر النِعَم ولا يشعر بمن دونه.

ـ الأسلوب السليم تجاه تربية الطفل يدور حول المنع والمنح والشدة واللين، وعلى الأسرة أن تختار متى تمنح ومتى تمنع، وتثيبه إن أصاب وتعاقبه إن أخطأ، كي تؤهلَه إلى أن يكون صبورًا غير متعجل في المستقبل، لأن الحياة بطبيعتها لا تسير على طول الخط وفق ما نطمح ونحب، بل غالبًا ما تقف أمامنا كثير من العقبات والصعاب التي تتطلب التحمل والتريث والتصرف بحكمة وهدوء.

ـ تجنب التمييز بين الأبناء، والبعد عن تفضيل أحدهم على الآخرين حتى لا تنشأ بينهم مشاعر الحقد والعداء والغيرة، وتكثر النزاعات والخلافات داخل الأسرة بسبب العنف الذي يسيطر على طبيعة العلاقة بينهم.

ـ تعليم الطفل وتدريبُه على الإنتظار كي يتمكن من تحمل الضغوط والمعاناة، فتأخير رغبات وطلبات الطفل سمة يجب اكتسابها تدريجيًا بالممارسة، على ألا يشعر أحد الوالدين بالذنب إذا ما جعل الطفل ينتظر لدقائق من حين لآخر، ويمكن ذلكَ بعدم السماح للطفل بمقاطعة حديث أحد والديه مع الآخرين، لأن الإنتظار لن يضره، بل سيقوي مثابرته وتوازنه العاطفي.

ـ عدم الإفراط في مدح الطفل: الطفل بطبيعته يحتاج إلى المدح ولكن بعض الوالدين يسرف في ذلك كثيرا، فمدح الطفل ينبغي أن يكون عندما يسلك سلوكًا حسنًا ويلتزم بطاعة والديه، كما يكون المدح مستحبًا عند تشجيعه للقيام بأشياء جديدة وخوضه للمهام الصعبة.

ـ مهما كان حبنا لأطفالنا فإن هناك خطوطًا حمراء يجب ألا يتجاوزوها، ومن ثم تذكيرهم دومًا بالحدود التي ينبغي أن يلتزموا بها عند إساءتهم، حتى وإن كانوا في وقت لهو ومرح.. وعلينا أيضًا أن نغرس فيهم التمييز بين الأشياء التي يكونون فيها مخيرين وبين القواعد والسلوك المحددة التي لا خيار فيها.. ومن الأشياء التي يُخيَر فيها الطفل: أخذ رأيه في أي الأطعمة يأكُل، أو ماذا يريد أن يلعب، أو ماذا يريد أن يلبس.

أما القواعد والسلوكيات التي علينا أن نحرص على زرعها بداخله في سن مبكرة:

الاستئذان قبل الدخول، عدم ضرب وشتم أخوته وقرنائه من الأطفال الآخرين، وعدم التلفظ بألفاظ سيئة، وإحترام الكبار والإلتزام بالأدب والأخلاق الحميدة عند مخاطبتهم والتعامل معهم.

الكاتب: هناء المداح.

المصدر: موقع رسالة المرأة.